مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/31/2022 08:54:00 م

إمارة قرطبة " المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس "
 إمارة قرطبة " المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس "
تصميم الصورة ريم أبو فخر 

استكمالاً لمقالنا السابق عن المرحلة الثانية من تاريخ الأندلس " إمارة قرطبة " ...

 مذبحةٌ أخرى أكثر قسوة:

بعد عدة سنوتٍ فقط، قام الحكم بارتكاب مذبحةٍ أخرى أشد فظاعةً، فقد ثار ضده بعض سكان قرطبة بسبب ارهاقهم من الضرائب الكثيرة التي فرضها عليهم، وقد تمكنوا من محاصرة قصره

ولكن جيشه استطاع تفريق جموعهم، ثم انتقم منهم ومن أهلهم، فاحرق بيوتهم، وشرّد ذويهم وقتل ثلاثمئة شخصٍ منهم في واقعةٍ شهيرةٍ سميت واعقة "الربد" نسبةً للحي الذي ظهرت فيه حركة التمرّد تلك.


 نهاية العصر الأكثر بطشاً في تاريخ الأندلس:

توفي الحكم بن هشام سنة 822م، وقد عرفه التاريخ بأنه أكثر أمراء الأندلس بطشاً وتعطشاً للدماء، بعد أن أخذ البيعة لولده عبد الرحمن الثاني

 فتكرّرت معه نفس القصص التي واجهها سابقوه من ثوراتٍ داخليةٍ وحركات تمرّد، كما استمرت المناوشات مع مملكة أستورياس، حتى سنة 844م، حين وصل| الفايكنغ |إلى سواحل الأندلس فاجتاحوا مدينة لشبونة الساحلية ثم توغّلوا في أراضي الأندلس حتى مدينة اشبيليا.


المواجهة مع الفايكنغ:

أصبح الفايكنغ على بعد خطواتٍ من احتلال قرطبة، ولكن جيش عبد الرحمن الثاني تمكّن من صدهم ووقف زحفهم، ثم أخرجهم من بلاد الأندلس، ولكن الفايكنغ لم يستسلموا عند ذلك الحد

 فقد شنّوا العديد من الغارات على بلاد الأندلس، ولكنها فشلت جميعاً بسبب التحصينات القوية التي بناها عبد الرحمن الثاني

 وبسبب الأسطول البحري القوي الذي أنشأه على إثر ذلك، فاضطروا إلى التصالح مع عبد الرحمن الثاني وتبادل السفراء والهدايا معه.


الفترة الذهبية في عصر إمارة قرطبة:

لم تنحصر إنجازات عبد الرحمن الثاني على الجانب العسكري فقط، فقد أبدى اهتماماً كبيراً بحركة البناء والعمران، فأنشأ مدينة "مرسيه" سنة 825م

 كما اهتم بالفنون والثقافة، فقام برعاية الموسيقار الشهير "زرياب" الذي أنشأ أوّل معهدٍ لتعليم الموسيقى

 فعاشت الأندلس فترةً من الانفتاح وانتشار الثقافة والفنون جعلتها تعيش عصرها الذهبي في عهد عبد الرحمن الثاني.


صراعاتٌ دينيةٌ وعرقية تنهش الأندلس:

توفي عبد الرحمن الثاني سنة 852م، فتولّى ابنه محمد بن عبد الرحمن مقاليد الأمور، وهو صاحب أطول فترة حكمٍ بين الأمراء |الأمويين|، فقد استمر حكمه أربعةً وثلاثين عاماً

ولكن فترة حكمه كانت حافلةً بالثورات وخاصةً ثورات المستعربين والمولّدين، فالمستعربون هم المسيحيون واليهود الذين عاشوا في الأندلس في ظل الحكم الإسلامي

 أمّا المولّدون فهم الأبناء الناتجون عن تزاوج العرب و|الأمازيغ| مع نساء السكان الأصليين للأندلس.


واقعة شهداء قرطبة:

بدأت أوضاع المستعربين تتدهور منذ سنة 851م، خاصةً بعد القرارات التي أصدرتها الكنيسة لوقف دخولهم في| الإسلام| وذوبانهم في المجتمع المسلم

 فقام بعضهم بسبِّ الإسلام ونبيّه، فقامت السلطات بإعدام أكثر من أربعين مسيحياً منهم في واقعةٍ عُرفت باسم واقعة شهداء قرطبة

 ولكن هذه الواقعة لم تُذكر في المصادر التاريخية، بل ذُكرت فقط في كتابات بعض المسحيين.


اقرأ المزيد ...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.